هل سيتجاوز خطر إبن سلمان السعودية كما تجاوز خطر صدام العراق
المعلومات التي كشفتها صحيفة "الغارديان" البريطانية عن انقلاب القصر الذي اوصل محمد بن سلمان الى ولاية العهد في السعودية في عام 2017، والتي تضمنت تهديدا لولي العهد السعودي السابق محمد بن نايف، بإغتصاب عائلته، وحتى قتله عبر حرمانه من الدواء، في حال لم يتنحى عن العرش، هذه المعلومات أعادت للاذهان الاساليب التي إستخدمها الطاغية صدام، في الوصول الى الحكم، وما أنزله بعد ذلك بالعراق من كوارث.
صدام الذي كان معروفا بقسوته وساديته وتهوره وتعطشه للدماء، أعتمد في الوصول الى الحكم، على مجموعة من السفاحين من امثال علي كيمياوي ، وحسين كامل مجيد، وبرزان، وطبان، وسبعاوي، بالاضافة الى من كانوا يعرفون بـ"الشقاوات"، وهم من المجرمين والقتلة والاوباش وابناء الشوارع، الذين يتصفون بسلوكيات، تأنف الوحوش والكواسر على الاتيان بملثها، وهناك آلاف من القصص الفظيعة والمقززة، التي نفذها صدام عبر هؤلاء المجرمين، بدءا من تصفية كل من اعتبرهم معارضين لحزب البعث، ومرورا بالبعثيين انفسهم من قادة الحزب ، وعلى راسهم الرئيس العراقي السابق احمد حسن البكر وجميع اولاده، وابن خاله وزير الدفاع عدنان خيرالله، واغلب اعضاء القيادتين القطرية والقومية لحزب البعث، وانتهاء بكبار ضباط الجيش العراقي، والشعراء والادباء والفنانين والنخب، والشعب العراقي بشكل عام، وما مئات المقابر الجماعية، على طول الجغرافيا العراقية، الا شهادة على وحشية وهمجية صدام وعصابته .
اليوم وعندما نطلع على المعلومات التي تكشف عن الطريقة التي اوصلت ابن سلمان للحكم، والتي كشفتها مصادر غربية، معروفة تاريخيا بتسترها على جرائم وفظائع ال سعود، نرى ان ابن سلمان لا يمشي على خطى صدام فحسب، بل انه يستنسخ طريقته في الوصول الى الحكم، وما استعانته بأمثال تركي ال الشيخ ، وسعود القحطاني، وبدر العساكر، و..، والاساليب القذرة وغير الانسانية التي يتعاملون بها مع من يرونهم عقبات في طريق تسلق ابن سلمان للعرش، الا دليلا قاطعا على ان ابن سلمان قد قرأ جيدا "درس صدام" ، كما قرأ صدام "درس موسيليني"، وهو درس تعود جذوره الى كتاب "الامير" لميكافيلي.
الاسلوب القذر الذي تعامل به ابن سلمان مع ابن عمه محمد بن نايف، عندما هدده بانه سيغتصب عائلته بالكامل، ونحن نعرف ان ابن نايف ليس له اولاد، وذريته بنات فقط، اذا لم يتنازل عن ولاية العهد، يعكس خطورة شخصية ابن سلمان التي لا تتورع عن ارسال شخص مثل ال الشيخ ، وما ادراك ما ال الشيخ، الى ابن عمه ، ليهدده بإغتصاب زوجة إبن عمه وبناته، من اجل الوصول الى العرش.
خطورة ابن سلمان في إستنساخ تجربة الطاغية صدام في الحكم، لا تكمن في طريقة تصفيته المعارضة، وكل من يشك في ولائه، او من لا يُظهر الولاء له عمليا، فخطورة هذا النهج سيبقى محصورا داخل السعودية، ويدفع ثمنه الشعب السعودي حصرا، ولكن الخطورة، كل الخطورة، تكمن في استنساخ ابن سلمان تجربة السفاح صدام في تعامله مع دول الجوار، التي تحولت الى حقل للتنفيس عن العقد المرضية التي كان يعاني منها دكتاتور العراق، فلم تجلب الكوارث للشعب العراقي حصرا، بل لجميع شعوب المنطقة، التي مازالت تدفع الى الان، اثمانا باهظة من أمنها واستقرارها واقتصادها و.. بسببها، وما العدوان الذي يشنه ابن سلمان على الشعب اليمني منذ ثماني سنوات، لدواع سخيفة، الا بعض عوارض تأثر ابن سلمان بالطاغية صدام، الذي كان لا يخرج من حرب الا ويدخل في اخرى، لذلك على عقلاء ال سعود، لو كان هناك من عقلاء بينهم فعلا، الا يسمحوا لابن سلمان ان يكرر مآسي صدام وكوارثه، التي مازالت المنطقة، تئن من وطأتها.
ارسال التعليق