عسيري والعودة يروون شهادتهم عن يوم اغتيال خاشقجي
روى العضو المؤسس في حزب التجمع الوطني يحيى عسيري، أن في مثل هذا اليوم قبل ستة أعوام، كان في مجلس حقوق الإنسان في جنيف ذاهب للقاء المقررة الخاصة ميشيل باشليت بشأن تعذيب الناشطات والإعدامات وغيرها، وكان الصحفي جمال خاشقجي -اغتيل داخل قنصلية بلاده في اسطنبول في أكتوبر/تشرين الأول 2018- يعلم أنه هناك وطلب منه قبلها بمدة "التهدئة" للمضي في مبادرة علها تحل الأمور.
وأشار في تغريدة مطولة دونها على حسابه بمنصة x، في 2 أكتوبر/تشرين الأول 2024: إن طلب خاشقجي التهدئة ليس غريبًا عليه، فهو الذي عندما شارك مع رموز المعارضة بالخارج علنًا في مؤتمر المهجر الأول قال له، "لن أسيء للقيادة، وسأقول إنني مع الملكية" فرد عليه عسيري: "خلافنا هذا لا يُغطي على اتفاقنا في رفض الظلم والقمع والاستبداد".
وأوضح عسيري، أنه في ذلك اليوم، 2 أكتوبر 2018 عند قرابة الثانية ظهرًا قبل الاجتماع تلقى اتصالا من صديق مشترك قال له "خويك ما خرج من السفارة إلى الآن"، قائلا: "دخلت الاجتماع، وقلت للمفوضة الأممية إن لدينا قلق حول جمال وما حدث معه".
ولفت إلى أنه في نهاية الاجتماع فتح الجوال وتحدث مع السيدة الفاضلة خديجة جنكيز –خطيبة خاشقجي-، وأخبرته أن الأمر لازال وأن الشرطة التركية وغيرهم قد وصلوا للمكان، قائلا: "حينها تأكدنا أن سوءًا قد حدث، وأخبرت المفوضة بذلك".
وأضاف عسيري: "كنت وقتها قلق جدًا من احتجازه في السفارة، وظننت أنهم يحاولون إقناعه بالعودة أو التفاوض معه، ولم أتصور (وأنا المعارض) ولا لوهلة أن يُقدموا على هذه الجريمة البشعة، بل لم يخطر بباله هو كذلك، فقبلها بمدة قال لي إن السفير في واشنطن دعاه للقاء، وقال إنه ينوي الذهاب للسفارة في واشنطن".
وتابع: "قلت له خطأ كبير من وجهة نظري، فقال: ما الذي يمكن أن يحدث، فقلت سيسعون للضغط عليك وسيقللون من احترامك وسيتعاملون معك بشكل غير لائق وأنت بينهم في بنايتهم، هذا أقصى ما ذهبت إليه، فقال هو: أنت تبالغ يا يحيى، هؤلاء أهلنا وأصحابنا وأنا أعرفهم، بعضهم يتفق معنا تماما وربما أكثر، ولكنها ظروف العمل، ومن الظلم أن نظن بهم سوء.. هكذا كان رأيه عن من قالوا إنه "تم تجزيء الجثة".
واستطرد: "ستة أعوام وجمال فينا حي باقٍ، وفراقه رحمه الله جرح غائر لم يندمل، ولم يُحاسب قتلته، ولم تُسمع كلمته".
وقال عسيري: "لكننا نؤمن أن جثمان جمال المختفي، وسنين المعتقلين المغيبين، وجراحات المناضلين المعذبين، ودماء الأبرياء المقتولين، وثروات الفقراء المنهوبة، وكرامة الشعب المسلوبة، وحرية الكلمة المنعدمة، ومؤسسات الدولة المغتصبة، كلها تحفر قبر الاستبداد، وتخلق جيلًا يحفر مجراه باتجاه حريته وكرامته، لبناء غدٍ واعد لا يشبه الأمس الحزين".
وأعاد الأمين العام لحزب التجمع الوطني الدكتور عبدالله العودة، نشر رواية عسيري عما حدث لخاشقجي وحديثهما الذي سبق وفاتها، وعقب قائلا إنه كان في الطريق من سانت لويس بأميركا لشيكاغو حينما دخل خاشقجي القنصلية، وقبل أن ينام فتح القرآن الكريم".
وأوضح أن القارئ فجأة يقرأ هذه الآيات من سورة النمل "وَكَانَ فِي ٱلۡمَدِينَةِ تِسۡعَةُ رَهۡطٖ يُفۡسِدُونَ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَلَا يُصۡلِحُونَ (48) قَالُواْ تَقَاسَمُواْ بِٱللَّهِ لَنُبَيِّتَنَّهُۥ وَأَهۡلَهُۥ ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِۦ مَا شَهِدۡنَا مَهۡلِكَ أَهۡلِهِۦ وَإِنَّا لَصَٰدِقُونَ (49) وَمَكَرُواْ مَكۡرٗا وَمَكَرۡنَا مَكۡرٗا وَهُمۡ لَا يَشۡعُرُونَ (50) فَٱنظُرۡ كَيۡفَ كَانَ عَٰقِبَةُ مَكۡرِهِمۡ أَنَّا دَمَّرۡنَٰهُمۡ وَقَوۡمَهُمۡ أَجۡمَعِينَ (51)".
وأضاف العودة: "اقشعرّ جسمي وعرفت أن روح أبي صلاح فاضت لله سبحانه وتعالى.. ونحن في انتظار آخر الآية.. فكان عاقبة مكرهم أنا دمرناهم..".
كنت في الطريق من سانت لويس بأمريكا لشيكاغو.. حينما دخل خاشقجي القنصلية..
قبل أن أنام فتحنا القرآن.. وإذا القاريء فجأة يقرأ: "وكان في المدينة تسعة رهط يفسدون في الأرض ولا يصلحون. قالوا تقاسموا بالله لنبيتنه وأهله ثم لنقولن لوليه ما شهدنا مهلك أهله وإنا لصادقون. قَالُوا…
ارسال التعليق