شخصيات إماراتية بارزة تتغيب عن مؤتمر استثماري في السعودية
يكشف غياب شخصيات إماراتية بارزة عن مؤتمر استثماري في السعودية التنافس المالي بين السعودية والإمارات بشكل ملحوظ.
في الوقت الذي يتجه فيه أبرز الأسماء في عالم المال، بما في ذلك ديفيد سولومون ولاري فينك، إلى الرياض لحضور مؤتمر “مبادرة الاستثمار في المستقبل” الذي يعد الحدث الرئيسي في المملكة العربية السعودية.
إذ يكاد الجدول الزمني للمؤتمر لا يتضمن أي حضور من الأسماء اللامعة التي تمثل الإمارة.
في السنوات الماضية، كان كبار الشخصيات من أبوظبي، مثل خلدون المبارك، الرئيس التنفيذي لشركة “مبادلة للاستثمار”، يمثلون جزءًا أساسيًا من هذا الحدث الاستثماري المحوري، لكن في النسخة الثامنة من القمة هذا العام، لم نجد العديد من الأسماء البارزة من الإمارة يقطعون المسافة القصيرة إلى الرياض للمشاركة.
وتسعى العاصمة الإماراتية، التي تتحكم في ما يقرب من 1.5 تريليون دولار من الثروات السيادية، بكل جهدها لتكون المركز المالي الأبرز في المنطقة، وعلى الرغم من أن دبي كانت لسنوات طويلة تعتبر مركز الأعمال الإقليمي، فإن أبوظبي نجحت أيضًا في جذب بعض أكبر الشركات العالمية، مما يضعها في منافسة حادة ومباشرة مع الرياض.
وتسعى المملكة العربية السعودية، أكبر اقتصاد في الشرق الأوسط، إلى تنفيذ خطة تحول طموحة بقيمة تريليون دولار، وتضغط على الشركات العالمية لإنشاء مراكز محلية ضمن حدودها.
وقد أدى ذلك إلى قيام شركات مرموقة مثل “جنرال أتلانتك” و”مجموعة غولدمان ساكس” بتوسيع نطاق عملياتها في المملكة، مما يعكس رغبة الرياض في تعزيز مكانتها كوجهة استثمارية مفضلة.
ومع ذلك، لا تزال العديد من الشركات مترددة في جعل الرياض مقرها الرئيسي، حيث يفضل موظفوها نمط الحياة الذي تقدمه الإمارات العربية المتحدة، وقد قدمت أبوظبي أيضًا مجموعة من الحوافز والمزايا لجعل نفسها وجهة أكثر جذبًا، وفقًا لتقارير بلومبرغ نيوز.
من جهة أخرى ولتعزيز مكانتها في المشهد المالي، أطلقت الإمارة مؤتمرها الخاص المعروف بـ “أسبوع أبوظبي المالي”، وقد جذب هذا الحدث شخصيات بارزة من عالم المال مثل الملياردير ألان هوارد، الذي صرح العام الماضي بأن الإمارة يمكن أن تصبح مركزًا ماليًا عالميًا، بالإضافة إلى راي داليو، مؤسس “بريدجووتر أسوشيتس”، الذي أصبح رمزًا للنجاح الذي حققته أبوظبي في جذب كبار شخصيات صناديق التحوط.
إن غياب الشخصيات الإماراتية عن مؤتمر الرياض لا يعكس فقط تحولًا في الديناميات المالية بين الإمارات والسعودية، بل يشير أيضًا إلى صراع أكبر على النفوذ في المنطقة، بينما تسعى كل من أبوظبي والرياض إلى تعزيز مكانتهما كمراكز مالية رائدة، فإن المنافسة بينهما قد تؤدي إلى ابتكارات جديدة وتحسينات في بيئات الأعمال، مما يصب في النهاية في مصلحة المستثمرين والشركات.
ويمثل هذا التنافس بين أبوظبي والرياض فرصة تاريخية لإعادة تشكيل المشهد الاقتصادي في الشرق الأوسط، في ظل هذه الديناميكيات المتغيرة، سيكون من المهم مراقبة كيفية تطور هذه المنافسات وتأثيرها على الاستثمارات المستقبلية في المنطقة، حيث يسعى كلا الطرفين إلى تحقيق أهدافهما الطموحة في عالم المال والأعمال.
ارسال التعليق