تجديدات وصيانة بسفارة الرياض في دمشق تنذر بإعادتها للعمل
يشهد مقر السفارة السعودية في العاصمة السورية دمشق، أعمال تجديدات وصيانة، توحي أن المقر يستعد لاستئناف نشاطه الدبلوماسي، حسبما كشفت "روسيا اليوم".
وعلى الرغم من عدم الإعلان عن عودة العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وسوريا (مقطوعة منذ 2012)، إلا أن مؤشرات عدة تؤكد أن المرحلة المقبلة ستشهد تحولا باتجاه تطبيع العلاقات من جديد بين البلدين، وإعادة افتتاح السفارة السعودية في دمشق.
وبهذا تكون السعودية تسير على خطى الإمارات والبحرين، اللتين أعادتها العلاقات مع سوريا، قبل نحو عام.
ونقلت "روسيا اليوم"، عن مصدر مطلع في دمشق، رفض الكشف عن هويته، قوله إن افتتاح السفارة "مسألة وقت فقط"، ويجري حاليا وضع الترتيبات النهائية لذلك.
وأشار المصدر إلى أنها ليست المرة الأولى التي يتم فيها الحديث عن "عودة قريبة" لاستئناف العلاقات بين البلدين، إلا أن عددا من المؤشرات الراهنة تؤكد ذلك.
ووفق المصدر، فإن أبرز هذه المؤشرات، ما أعلنه القائم بالأعمال الإماراتي في دمشق منذ أيام، عندما وصف رئيس النظام السوري "بشار الأسد" بـ"القائد الحكيم"، وهو ما يشير إلى مناخ عام ضمن دول مجلس التعاون الخليجي.
كما لفت المصدر، إلى مشاركة وفد من اتحاد الصحفيين السوريين في أعمال الأمانة العامة لاتحاد الصحفيين العرب، في الرياض، وهي الدعوة الأولى له إلى السعودية.
وقال رئيس اتحاد الصحفيين في سوريا "موسى عبدالنور"، إن وفد بلاده لم يلتق أي شخصيات رسمية سعودية.
وأوضح أن المشاركة اقتصرت على "الحوار مع الزملاء في هيئة الصحفيين السعوديين فقط، فنحن في مهمة مهنية وليست سياسية".
وحول الأبعاد السياسية للمشاركة التي لم تكن لتتم لولا الموافقة السياسية، لفت "عبدالنور"، إلى أن "هنالك موافقة بالتأكيد، سواء بالنسبة لمشاركتنا نحن، أم بالنسبة لهيئة الصحفيين السعوديين التي تحركت حتما عبر الوزارات المعنية كوزارات الداخلية والإعلام".
وأضاف "عبدالنور" أنه لم يتم التطرق إلى موضوع افتتاح السفارة في دمشق، و"كل ما تحدثنا به هو الأمنيات أن تكون تلك المشاركة خطوة إيجابية في الطريق الصحيح لمصلحة سوريا والسعودية ومصلحة العرب بشكل كامل، ومن أجل إنهاء الحرب على سوريا ونأمل أن تتلوها خطوات أخرى في أكثر من اتجاه".
وكانت صحيفة "الوطن" السورية، نقلت منذ أيام عن مصدر دبلوماسى عربى بدمشق، تأكيده أن حديثا يتطور حول عودة العلاقات الدبلوماسية بين دمشق والرياض، وقوله إن "افتتاح السفارة السعودية ليس ببعيد".
إلا أن وزارة الخارجية السعودية، نفت، في السابق، نيتها افتتاح سفارتها المغلقة منذ مارس/آذار 2012.
وسبق أن زار وزير الخارجية العماني "يوسف بن علوى"، دمشق، والتقى رئيس نظامها "بشار الأسد"، وقيل حينها إن "بن علوى" حمل رسالة من السعودية إلى سوريا.
وقبل ذلك، قال مبعوث الرئيس الروسى الخاص إلى سوريا "ألكسندر لافرينتيف"، إبان زيارته سوريا، قبل نحو 3 أشهر، إنه حمل رسالة من ولى العهد السعودى الأمير "محمد بن سلمان"، إلى "الأسد"، وقيل وقتها إن الأجواء كانت إيجابية.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2011، علقت الجامعة العربية عضوية سوريا نتيجة لضغوط عدة مارستها دول عربية، لا سيما الدول الخليجية، على خلفية الموقف من الصراع الدائر في هذا البلد، بعدما حملت حكومة "بشار الأسد" المسؤولية عن مقتل مدنيين.
ومنذ بدء الصراع في سوريا، أغلقت دول عربية عدة سفاراتها في دمشق، أو خفّضت علاقاتها مع الحكومة السورية، ولكن دعوات عدّة برزت في الأشهر الأخيرة لاستئناف العلاقات، واستعادة سوريا بالتالي عضويتها في جامعة الدول العربية.
وكان وزير الدولة للشؤون الخارجية في السعودية "عادل الجبير"، قال في مارس/آذار الماضي، إنه لا تغيير في موقف بلاده من فتح السفارة في دمشق، وأشار إلى أن إعادة تفعيل عضوية سوريا في الجامعة العربية "سابق لأوانه".
وافتتحت الإمارات والبحرين، سفارتيهما في دمشق، العام الماضي، عقب 5 سنوات من سحب السفراء من كلا البلدين.
وبدت بوادر التقارب السعودي السوري، جلية في اجتماع البرلمان العربي في عمان، إذ رحبت كل من السعودية والإمارات بمواصلة دعم بناء مقر الاتحاد البرلماني العربي في دمشق، الذي جمد العمل به منذ سنوات ليحل محله مقر مؤقت في العاصمة اللبنانية بيروت.
ووقفت السعودية، العام الماضي أيضا، إلى جانب ممثل النظام السوري في الاجتماع أمام مطالبات بعض الأعضاء دمشق بدفع مستحقات مالية للبرلمان وهي حصة سوريا من التمويل الجماعي لمشروع البرلمان العربي، إذ رفضت دمشق دفع الأموال عن السنوات الماضية لأن تجميد عضويتها لم يكن بإرادتها.
ارسال التعليق