أردوغان يطالب السعودية بتسليم قتلة خاشقجي لتركيا
طلب الرئيس التركي رجب طيب إردوغان السبت من السعودية تسليم أنقرة المشتبه بهم في مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي في اسطنبول، مستهدفا محمد بن سلمان في عودته السريعة إلى الساحة الدولية في قمة العشرين.
وكشف وجود ولي العهد السعودي في قمة مجموعة القوى العشرين في بوينوس آيرس أنه يمسك بزمام الأمور، بلقائه قادة غربيين وإبرامه اتفاقا حول النفط مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
لكن الرئيس التركي الذي حضر القمة أيضا كان أكثر فتورا حيال ابن سلمان، وانتقده بشكل مباشر للمرة الأولى في إطار قضية قتل خاشقجي الذي كان مقربا من السلطة السعودية قبل أن يصبح منتقدا لها.
وكانت السعودية ذكرت أن 21 شخصا موقوفون وأنها تواصل التحقيق في جريمة قتل الصحافي في قنصلية المملكة في اسطنبول. وحتى الان، وجه النائب العام السعودي اتهامات الى 11 شخصا من هؤلاء طالبا عقوبة الاعدام بحق خمسة منهم.
وقال الرئيس التركي في مؤتمر صحافي في بوينوس آيرس إن “محاكمة هؤلاء الأشخاص في تركيا أمر أساسي من أجل الرد على أي تساؤلات قد تكون لدى الأسرة الدولية”.
وأضاف اردوغان “يجب الكشف عمن أمر بهذه الجريمة ومن نفذها. لن يرضى العالم الإسلامي قبل أن يتم كشف مرتكبي الجريمة”.
وأوضح اردوغان أن السعوديين رفضوا مساعدة المدعين الأتراك بتقديم معلومات عن مكان جثمان خاشقجي وكشف هويات الشركاء الذين قيل إنهم ساعدوا الفريق السعودي الذي قتل خاشقجي.
وأكد الرئيس التركي ذو الميول الاسلامية والساعي إلى تعزيز نفوذه في المنطقة أنه “لا يرغب في التسبب بأي ضرر للمملكة”.
ونقل اردوغان عن ولي العهد السعودي قوله لقادة مجموعة العشرين “لا يمكن لوم السعودية إذا لم تثبت هذه الجريمة”.
وأضاف الرئيس التركي “بالتأكيد هذا صالح من وجهة النظر القانونية (…) لكن مسؤوليه بأنفسهم اعترفوا بأنها كانت عملية مخططا لها”.
– وحدها كندا أثارت القضية –أكد اردوغان أن واحدا فقط من قادة الدول الأعضاء في مجموعة العشرين، هو رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو أثار قضية قتل خاشقجي خلال انعقاد القمة.
وأضاف أنه شخصيا لم يطرح القضية بسبب ضيق الوقت.
لكن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي أكدا أنهم أثارا القضية خلال لقاءين خاصين مع ولي العهد السعودي. وسمع ماكرون يقول لولي العهد في تسجيل “أنت لا تصغي الي اطلاقا”.
وأثارت كندا مسألة حقوق الإنسان في السعودية التي ردت بقطع العلاقات الدبلوماسية وهددت بوقف التجارة.
لكن الرئيس الأميركي دونالد ترامب شدد على أهمية السعودية كحليف استراتيجي للولايات المتحدة.
وقال البيت الأبيض إن ترامب الذي يواجه ضغوطا كبيرة في الولايات المتحدة بشأن العلاقات مع السعودية، اكتفى بتبادل “بعض المزاح” مع الأمير محمد بن سلمان.
إلا أن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو التقى نظيره السعودي عادل الجبير في بوينوس آيرس ودافع مجددا عن دعم واشنطن لولي العهد. وقال بومبيو لشبكة “سي ان ان” السبت “لا دليل مباشرا يربطه بقتل جمال خاشقجي” الذي كان يعيش بالقرب من واشنطن.
ذكرت صحف أميركية عدة أن وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي ايه) توصلت إلى نتيجة مفادها أن ولي العهد أمر بالقتل على الرغم من عدم وجود “دليل قاطع” على ذلك.
ونقلت صحيفة وول ستريت جورنال السبت عن تقرير سري لوكالة الاستخبارات تمكنت من الاطلاع عليه أن ولي العهد بعث ب11 رسالة على الأقل في الساعات التي سبقت قتل خاشقجي الى أقرب مستشاريه سعود القحطاني الذي أشرف على الفريق المؤلف من 15 شخصا أرسلوا الى تركيا لقتل خاشقجي.
وقد أقيل المستشار في الديوان الملكي واتهم رسميا في السعودية بلعب دور أساسي، وكذلك فرضت عليه الخزانة الاميركية عقوبات الى جانب 16 سعوديا آخرين.
ارسال التعليق