“لجين” قصة ألف ليلة وليلة .. من الإعدام إلى الحرية
التغيير
كأي فتاة شابة مندفعة نحو الحقوق والحريات في مجتمعها العربي، ناضلت لجين الهذلول من أجل حقوق المرأة في المملكة.
ونادت لجين تكرارا ومرارا، بحق قيادة المركبة للمرأة في المملكة، لكنها دون أن تعلم بأن هذا الحق الإنساني سيقودها إلى سجون الظلم والظلام.
ألقت سلطات آل سعود القبض على الهذلول إلى جانب ما لا يقل عن 12 ناشطة أخرى من المدافعات عن حقوق المرأة في أيار/ مايو 2018.
واتهمت تلك السلطات الناشطة الحقوقية بتهمة “التخابر مع جهات أجنبية”، قبل تغيير حظر قيادة المرأة للسيارة في يونيو من ذات العام.
تعرضت الفتاة الشابة للاعتداء الجنسي والتعذيب بالضرب والصعق بالكهرباء، واحتُجزت في الحبس الانفرادي لفترات طويلة.
ودفعت عدة محاولات للإضراب عن الطعام الأمم المتحدة ومجلس حقوق الإنسان وهيئات ومنظمات حقوقية دولية إلى التعبير عن مخاوفها بشأن صحتها المتدهورة.
وكانت الهذلول قد رفضت عرضا من قبل أمن الدولة بالإفراج عنها مقابل بيان مصور بالفيديو تنفي فيه تعرضها للتعذيب والتهديد بالتحرش أثناء احتجازها.
ووصفت صحيفة “إندبندنت” البريطانية: أن معتقلة الرأي الهذلول، تعيش في ظروف من “الجحيم اليومي”.
حياتها العائليةحتى الحياة الخاصة للهذلول لم تسلم من الانتقادات، فقد تعرضت هي وزوجها فهد البتيري، لحملة كبيرة.
واشتهرت قصة حبهما على الوسائل الإعلامية ووسائل التواصل وكانت حديث الكثيرين منذ زواجهما عام 2014.
لجين ناشطة بارزة في مجال حقوق المرأة، في حين اشتهر البتيري بعروضه الكوميدية، ومنها برنامجه على اليوتيوب “لا يكثر”.
واشتهر الزوجان على وسائل التواصل الاجتماعي بالكثير من المنشورات التي وثقت حياتهما الشخصية داعمين أعمال واهتمامات بعضهما بعضا.
وروجت الهذلول لبعض أعمال زوجها، في حين دافع البتيري عن زوجته في وجه بعض من انتقدوا أفكارها.
غير أن قصة الحب هذه قد واجهت موجة غضب من المحافظين واصطدمت بالواقع السياسي.
ونقلت وسائل إعلامية مختلفة في وقت سابق أخباراً عن طلاق الزوجين تحت وطأة التهديد والضغوط التي مورست على الزوج البتيري.
وأن الطلاق قد تمّ بعد اعتقال لجين في مايو/ أيار 2018. وحتى دخول البتيري إلى المملكة لم يكن عاديا.
وهاجم الذباب الإلكتروني ، أيضا، شقيقات لجين “لينا” و”علياء” وشقيقها “وليد” الذين يعيشون في المنفى، فيما نجى الأخير من محاولة اغتيال داخل سفارة المملكة.
جوائز دولية
وفي أثناء سجنها، ترشحت لجين الهذلول إلى جائزة نوبل للسلام 2020، كما ترشحت لنيل جائزة “فاكلاف هافيل” لحقوق الإنسان لعام 2020.
وسبق أن حصلت الهذلول، خلال 2020 على عدة جوائز أبرزها جائزة “ماجنيتسكي لحقوق الإنسان”، وهو أمر شكل إحراجا دوليا وحقوقيا لسلطات آل سعود .
وحصلت لجين أيضا على جائزة حقوقية في أكتوبر 2020، وهي “جائزة الحرّيّة” في فرنسا تم تسليمها إلى عضوين من عائلتها بالإضافة إلى العديد من الجوائز الدولية.
وباتت لجين، مصدر إلهام لنشر كتاب للأطفال يروي قصتها وكفاحها ودورها في الدفاع عن حقوق المرأة.
ويستهدف الكتاب المصور الذي يحمل عنوان “أحلام لجين بزهور عباد الشمس”، الأطفال الذين يتراوح أعمارهم بين 4 و8 سنوات.
ويروي الكتاب، قصة فتاة تحلم بالطيران، لترى حقلًا هائلاً من زهور عباد الشمس، على الرغم من أنها تعيش في بلد لا يُسمح فيه بالطيران إلا للذكور.
وسيتضمن الكتاب معلومات مناسبة لهذه الفئة العمرية من الأطفال عن الناشطة.
وحملتها لرفع الحظر على قيادة المرأة للسيارة في المملكة، وسجنها، والحركة العالمية للدفاع عن حقوق الفتيات والنساء.
ومن المقرر أن يصدر الكتاب في ربيع عام 2022، حسبما ذكرت عائلتها ومناصرون لها.
محاكمات تعسفية
بدأت محاكمة “لجين” في مارس/آذار 2019.
وذلك بعد نحو عام من توقيفها مع ناشطات حقوقيات أخريات قبيل رفع الحظر عن قيادة النساء للسيارات في منتصف العام 2018.
حاولت محكمة الإرهاب التوجه نحو فرض عقوبة الإعدام أو السجن لعقود طويلة، لكن فوز المرشيح الديمقراطي جو بايدن، برئاسة البيت الأبيض، حالت دون ذلك.
سرعت سلطات آل سعود من محاكمة لجين خلال الشهور الأخيرة من العام 2020.
عاقبت المحكمة الجزائية التابعة لنظام آل سعود الناشطة، لجين، بالسجن 5 سنوات و8 أشهر من تاريخ إيقافها، مع وقف تنفيذ عامين و 10 أشهر من الحُكم.
وقالت مصادر حقوقية إن الحكم الصادر ضد الهذلول جاء على خلفية اتهامات زائفة بـ “سعيها لتنفيذ أجندة خارجية وتغيير النظام الأساسي للحكم”.
ونسب إلى الحقوقية، تهمة نشر تغريدات ضد قيادة المملكة، والاتصال بمنظمات حقوقية دولية بينها منظمة العفو وهيومن رايتس ووتش.
وكذلك التقدم لوظيفة في الأمم المتحدة إلى جانب نشاط الهذلول في المطالبة بإنهاء ولاية الرجل، ونشاطها في المطالبة بحقوق المرأة في المملكة.
وبعد أيام من الحكم، كشفت عائلة الناشطة أن الحكم بعقوبتها بالسجن تضمن منعها من السفر لمدة خمسة أعوام.
وقالت: قد يتم إطلاق سراحها خلال شهرين تقريبا، مشيرة إلى أن “لجين” والادعاء العام ما زال بإمكانهما الاستئناف على الحكم.
وفي 10 فبراير أفرجت سلطات آل سعود، ليلا، على المعتقلة لجين، وسط ترحيب دولي ودعوات أممية واسعة من أجل الإفراج عن بقية المعتقلين في سجون المملكة.
وتصدر وسم #لجين_حرة, الترند في المملكة على تويتر بعد إطلاق سراحها، وعبر مغردون عن هول الصدمة من “شكل وصحة الفتاة الشابة التي قضت أكثر من عامين في سجون آل سعود”.
ارسال التعليق