محافظة شبوة تعيش كابوسا مرعبا.. خلافات جديدة بين مرتزقة الرياض وأبوظبي
كثفت الإمارات تدخلها في جنوب اليمن، وكانت مزاعمها المتكررة بانسحابها العسكري من اليمن محط اهتمام وسائل الإعلام.
وحسب المصادر المطلعة فعلى الرغم من الحرب التي شنها التحالف العبري بقيادة السعودية والعواقب الكارثية لهذه الحرب على اليمنيين، فقد ظلت اليمن مرة أخرى في ذيل قائمة دول العالم. وفي فبراير الماضي، وعد الرئيس الأمريكي "جو بايدن" بإنهاء الحرب في اليمن ومنع مبيعات الأسلحة إلى السعودية، لكن منذ ذلك الحين فشلت واشنطن في اتخاذ إجراءات لإنهاء الحرب. وعلى الرغم من أن واشنطن مارست بعض الضغط على السعودية، إلا أن الزيارات المتكررة للمسؤولين الأمريكيين إلى منطقة الخليج فشلت في الحد من نفوذ الإمارات في اليمن.
ولقد لوّح المجلس الانتقالي الجنوبي، المدعوم إماراتيا، بإشعال فتيل التوتر في شبوة، مطالبا بإعادة ترتيب أوضاع المحافظة وقيادتها. واتهمت هيئة رئاسة الانتقالي، في اجتماع لها، السلطة المحلية في شبوة، بقمع الإرادة الشعبية لأبناء المحافظة. وحسب البيان الصادر عن الانتقالي، فإنه يسعى للعمل على الاستحواذ على المحافظة التي فشل في السيطرة عليها قبل نحو عامين. ويرفع الانتقالي شعار "الخدمات والمرتبات والأمن، وتنفيذ اتفاق الرياض" كلافتة للهجوم على السلطة المحلية في شبوة. وفي السادس عشر من شهر نوفمبر الماضي، أعطى الانتقالي مهلة أسبوع واحد، للرئيس هادي من أجل إقالة محافظ شبوة "محمد بن عديو"، والمسؤولين في السلطة المحلية، وإخراج القوات الموالية للرئيس المستقيل "هادي" من المحافظة، وذلك عقب مطالبة محافظ شبوة بخروج القوات الإماراتية من ميناء ومنشأة بلحاف النفطية.
ومنذ مغادرة القوات الإماراتية معسكر العلم والقوات السعودية من شبوة، صعد المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من أبوظبي تحركاته في المحافظة لإرباك السلطات المحلية بالتزامن مع خوض قوات "هادي" معارك ضد قوات صنعاء في مديريات بيحان.
واتخذت تحركات الانتقالي والإمارات أشكالا متعددة عبر حشد مسلحيهم في معسكرات، والدفع بشخصيات إلى الواجهة بعد غياب طويل خارج البلاد. وكان محافظ شبوة قد أطلق تصريحات نارية ضد الإمارات، مشيراً إلى أنها أوجدت مشكلات في المناطق التي لا تزال تحت سيطرة أبوظبي. وأشار "بن عديو"، إلى أن الإمارات دعمت تشكيل مليشيات مناهضة للدولة، تتكون من تسعين ألف مسلح، يستلمون رواتب من أبو ظبي شهرياً. موضحاً أن هذه المليشيات لا تخضع للدولة، ولا تأتمر بأمرها، ودخلت مع الدولة في حروب، وصدامات، وتنفيذ هجمات، واغتيالات.
وقد ذكرت مصادر يمنية، أن اختلافات نشبت بين القوات الاماراتية التي تسيطر على ميناء بلحاف النفطي الواقع على البحر العربي بمحافظة شبوة والقوات السعودية المتواجدة بالقرب من الميناء وأدى هذا الخلاف الى اشتباكات استمرت لساعات بين القوتين.
وقد استقدمت القوات السعودية مجاميع كبيرة من القوات اليمنية التابعة لها وقامت بمحاصرة مكان القوات الاماراتية وسيطرت على اغلب المنشات النفطية في بلحاف.
وذكرت المصادر ان 300 جندي اماراتي وسوداني يعملوا لصالح الامارات اصبحوا محاصرين في الميناء. وتحاول السعودية انتزاع الميناء النفطي ذو الاهمية الاستراتيجية من الامارات. وقد تصاعدت الاختلافات مؤخرا بين مليشيات التابعة للامارات ومليشيات الاخرى التابعة للسعودية وقالت مصادر جنوبية إن مليشيات حزب الاصلاح المدعومة من قبل السعودية حشدت الالاف من قواتها في شبوة بدعم سعودي وانها حذرت المجلس الانتقالي الجنوبي المرتبط بالامارات باقتحام عدن خلال الاربع والعشرين ساعة القادمة اذا لم يسلم عدد من المدن والمناطق في محافظة أبين.
وسعت وساطة محلية الى حل النزاع بين الطرفين لكنها فشلت وتاتي هذه التطورات بعد معارك وصفت بالعنيفة بين قوات يمنية تابعة للامارات واخرى تابعة للسعودية في الخط الساحلي في عدن ولحج وراح ضحيتها عشرات القتلى والجرحى، حيث ذكرت وسائل اعلام يمنية أن السعودية نقلت قوات سلفية تابعة لها من الساحل الغربي ونشرتهم في سواحل أبين وعدن ما ادى الى اعتراض القوات التابعة للمجلس الانتقالي وحدوث اشتباكات عنيفة بينهم. هذا ومازال الخلاف والصراع قائما في جزيرة سقطرى، حيث سيطرت قوات تابعة للمجلس الانتقالي المدعوم من الامارات منذ ثلاثة ايام على المطار والميناء بعد تمرد القوات التابعة لهادي هناك واعلانها الانضمام للقوات التابعة للامارات بينما سيطرت قوات تابعة لهادي على بعض المباني الحكومية في الجزيرة.
الى ذلك، قالت مصادر أمنية في ميناء نشطون بالمهرة، إن قوات سعودية طردت قوات تابعة لهادي كانت تتولى حراسة الميناء واغلقته بالقوة وانتشرت حوله.
وحسب المصادر فان القوات السعودية وجهت قوات هادي بمغادرة الميناء الا أنها رفضت، ماجعل القوات السعودية تستخدم العنف ضدها. وتكاد الدولتان تلملمان أخبار الخلافات بينهما عن وسائل الاعلام العالمية، حتى تجد السعودية والامارات نفسيهما على خط تماس جديد. فاليمن بالنسبة لهاتين الدولتين كصفيح ساخن، وكل الصدامات بينهما قد ينتج عنها اشتباك مسلّح كما حدث في أبين وعدن ويحدث الآن في شبوة. وفي تصعيد جديد، قامت قوات حزب الإصلاح -أداة السعودية في البلاد- بمحاصرة عناصر "النخبة الشبوانيّة" -المدعومة إماراتيًّا- والمتواجدة في محيط منشأة بلحاف في شبوة، والتهديد بطردهم من الميناء. وتأتي هذه الخطوة بعد دعوات كان قد وجهها محافظ شبوة "محمد صالح بن عديو" إلى الامارات "الكف عن دعم التمرد والتحكم في موارد البلاد"، وفشل الوساطات في اقناع القوات الإماراتية بالانسحاب من هذه المنطقة.
مصادر عسكرية يمنية أكدت أن مجموعات مسلحة تم رصدها، الأحد، وهي في طريقها إلى بلحاف، توازيًا مع تحليق واسناد جوي لطائرات إماراتية. يقابله استحداث قوات الإصلاح خنادق ونقاط تمركز عسكرية في محيط بلحاف. إضافة إلى توجيه المدافع نحو معسكرات قوات الانتقالي داخل المنشأة التي استخدمتها الامارات كقاعدة عسكرية لها. ما يُنذر بتدهور الأوضاع في شبوة.
وقد أكدت مصادر قبلية أن أبو ظبي قد فقدت الاتصال بحوالي 15 من قواتها في بلحاف، كانوا في دوريات عسكرية في محيط المنشأة، ورجحت أنهم قد تعرضوا للاختطاف، لأن كل ما يدور حول عملية اختفائهم المفاجئ يدعو للريبة. خاصة مع وجود خلفيّات ثأرية بين الجانبين بعد قيام "النخبة الشبوانية" بمصادرة عدد من شحنات الأسلحة قادمة من الصومال -مكان تمركز قاعدة عسكرية تركية- كانت تسلك طريقها إلى شبوة لصالح ميليشيا حزب الإصلاح.
في ظل هذه التطورات التي تنذر بالتصعيد العسكري القريب بين الجانبين، أمهلت الرياض المسلحين التابعين للإصلاح بالانسحاب من الميناء خلال ساعة واحدة، مع تهديدها بقصف كل المواقع التي تم استحداثها. فيما قامت الطائرات الحربية الإماراتية باستهداف عدة مواقع لميليشيا الإصلاح في الشبيكة. هذا الخلاف لم يكن الأول بين الميليشيات الموالية للرياض وأبو ظبي، ولن يكون الأخير. في ظل تزايد أطماع الجانبين بالاستيلاء على المناطق النفطية اليمنية، حيث تشهد البلاد توافد عدد من الناقلات الأجنبية لنهب النفط الخام بما يقدّر بمليارات الدولارات.
ارسال التعليق