ماذا وراء تهديد العراق باستهداف دول خليجية
في ثاني تهديد من نوعه خلال أسبوعين، أطلق زعيم كتائب (سيد الشهداء) أبو آلاء الولائي، تصريحات اتهم فيها السعودية والإمارات بتمويل الاحتلال الإسرائيلي في العدوان الذي يشنه على قطاع غزة ولبنان، متوعدا بأنهما "لن يكونا بمأمن من العقوبة".
وقال الولائي في تغريدة عبر منصة "إكس"؛ إن "كمية القنابل التي ألقاها الكيان الغاصب على غزة والضاحية حتى الآن، تعادل بتأثيرها القنبلة النووية التي ألقتها أمريكا على ناغازاكي، مستندا على الأموال الإماراتية والسعودية، التي وفرت غطاء ماليا".
وأضاف الولائي، قائلا: "الأمر الذي يضع حكام تلك الأنظمة الراعية في دائرة المسؤولية المباشرة عن الدماء البريئة التي تراق، ولن يجعلها بمأمن من العقوبة".
ورأى المحلل السياسي العراقي، أثير الشرع، أن "بنيامين نتنياهو هو أول من صنّف الدول المتعاونة معهم، عندما رفع خارطة في اجتماع الجمعية العمومية للأمم المتحدة، أطلق عليها اسم بلدان النعمة، وتضم مصر والأردن والسعودية، وأن الإمارات أيضا داعمة للكيان الصهيوني".
وأضاف الشرع أن "من قال إن هؤلاء يساعدوننا هو نتنياهو، إضافة إلى أنه عندما تمرّ صواريخ المقاومة عبر الأردن الملاصقة للأراضي المحتلة، فإن الحكومة الأردنية تقوم على إسقاطها، وهذا يؤكد وجود تعاون مع الاحتلال الإسرائيلي".
وأكد الخبير العراقي أن "الفصائل ممتعضة جدا من موقف بعض الدول العربية التي تتعاون مع الكيان الصهيوني، وتقف بالضد من الفصائل التي تحمل شعار تحرير فلسطين من الاحتلال".
وشدد على أنه "إذا اندلعت حرب شاملة وتمادى الكيان الصهيوني باستهداف إيران والعراق، فإن الفصائل المسلحة بالتأكيد ستستهدف المصالح الأمريكية والإسرائيلية في المنطقة، وأن أي دولة تتعاون مع الإسرائيليين وفي داخل أراضيها قواعد أمريكية، ستكون عرضة للاستهداف".
ولفت إلى أنه "بسبب الموقف المخزي لبعض الدول تجاه ما يحصل من عدوان في لبنان وفلسطين، فإن من حق الفصائل التنديد بدور هذه البلدان العربية وحكامها جرّاء ما يحصل في المنطقة".
ورأى الشرع أن "الحكومة العراقية رفضت أي تهديد ينطلق من الفصائل تجاه الدول، وهذا موقف العراق الرسمي؛ لأنه وفق للأعراف الدبلوماسية، والعلاقات العراقية الإقليمية، لا يمكن الحديث بهذه الطريقة مع البلدان".
وبيّن الشرع أن "بيانات الحكومة العراقية ترفض تصريحات بعض الفصائل، وتنتعت بعض الشخصيات بالخارجة عن القانون؛ لأننا هنا نتحدث عن علاقات ثنائية، لكن عندما نتحدث عن الموقف الإقليمي أو في أيديولوجيات بعض الفصائل، فالأمر مختلف".
ولفت إلى أن "العلاقات بين العراق ودول الخليج لن تتأثر؛ لأن رئيس الوزراء يرفض هذه التصريحات رفضا قاطعا، وربما القضاء أيضا لوّح بأنه لا يمكن الحديث بهذا الشكل، لذلك فإن الدول ستتماشى مع موقف الحكومة".
وفي 27 من أيلول المنصرم، أطلق الولائي تغريدة عبر حسابه في منصة "إكس"، قال فيها؛ إن "المقاومة الإسلامية في العراق تعد الإمارات الموقع المتقدم للكيان الصهيوني في الخليج، وخط الاستهداف الأول لنيران المقاومة في حال اندلعت الحرب الشاملة".
وحذر الولائي دولة الإمارات بأن "صواريخ المقاومة الإسلامية في العراق وطائراتها المسيرة التي باتت تصل إلى عمق الكيان الصهيوني، سيكون من السهل عليها جدا بلوغ المواقع البديلة للكيان الغاصب في المنطقة".
ولم يصدر أي موقف من الدول التي هاجمها الولائي، واتهمها بمساندة الاحتلال الإسرائيلي في عدوانها على قطاع غزة ولبنان، خصوصا أن زعيم الفصيل العراقي، هو قيادي في "الإطار التنسيقي" الشيعي، الذي انبثقت منه الحكومة الحالية برئاسة محمد شياع السوداني.
وتعد "كتائب سيد الشهداء" أحد أطراف "المقاومة الإسلامية في العراق"، التي تتبنى بين الحين والآخر هجمات صاروخية وأخرى بطائرات مسيّرة على الأراضي المحتلة، والتي أدت قبل أسبوعين إلى مقتل جنديين إسرائيليين وإصابة 24 آخرين، في الجولان المحتل.
ارسال التعليق