النظام السعودي يلعب في الوقت الضائع ويتطلع لمكاسب جديدة في لبنان
قال السيناتور الجمهوري الأمريكي، ليندسي غراهام٬ إن " السعودية ستعترف بـ" إسرائيل" مقابل ضمان الحصول على الحماية الأمريكية الكاملة، كما في حالة اليابان وأستراليا" ، مطالبا في الوقت نفسه، " إسرائيل" بقبول دولة فلسطينية على " النموذج الإماراتي" .
وأضاف في حواره مع القناة الرابعة البريطانية٬ مع الصحفي مات فراي، أن " السعودية تريد تحقيق أمرين لكي تعترف بدولة إسرائيل، منها توقيع اتفاق دفاعي مع الولايات المتحدة" .
وتابع: " أي سيكون للمملكة العربية السعودية والولايات المتحدة اتفاقية دفاع متبادلة كما هو الحال مع اليابان وأستراليا. بعبارة أخرى، ستذهب الولايات المتحدة إلى الحرب من أجل المملكة العربية السعودية" .
وأكد غراهام أن هذا لن " يكون سهلا. ويتطلب ذلك 67 صوتا في مجلس الشيوخ الأمريكي" ، مشيرا إلى أن " السيناتور بلومنتال هو ديمقراطي يحاول الحصول على الأصوات" . وأضاف أنه أخبر محمد بن سلمان قبل عام ونصف العام، أن ذلك " سيكون رفعا ثقيلا، لكنني سأحاول" .
وفي رده على أن الإسرائيليين لن يرغبوا في الاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة٬ مما سيعرقل اعتراف السعودية بـ" إسرائيل" قال السيناتور غراهام، إنه ستكون هناك " دولة مستقلة ذات سيادة تسمى فلسطين مع ضمانات أمنية لإسرائيل للتأكد من عدم وجود مستقبل في 7 أكتوبر. وستكون أشبه بالإمارة أكثر مما ستكون ديمقراطية. سيأتي ابن سلمان ورئيس دولة الإمارات العربية المتحدة محمد بن زايد آل نهيان وسيقومون بإعادة بناء غزة" .
وأضاف: " وسيقومون بإصلاح السلطة الفلسطينية. سيخلقون جيلا في فلسطين يمكن أن يعيش في سلام ووئام مع إسرائيل، وسيتوقف عن تعليم أطفالهم قتل اليهود، منزوعين من الراديكاليين، منزوعي السلاح" .
وتابع ليندسي غراهام: " إذا لم يكن لديك خطة بعد يوم كما وصفتها، فستعود حماس. وإذا لم يكن لديك خطة بعد يوم، فإن حزب الله سيتجدد وسيكون لديك 50 عاما من إسرائيل نصف الدخول والنصف الخارجي. لن يكون هناك تطبيع لن يأتي أحد إلى هذه المنطقة للقيام بأعمال تجارية لأنها ستشتعل" .
وفي الثامن من كانون الثاني/يناير الماضي٬ التقى محمد بن سلمان بالسيناتور الأمريكي ليندسي غراهام، في المخيم الشتوي بمدينة العُلا شمال غربي " السعودية" . يُعد هذا اللقاء الثاني بينهما منذ تشرين الأول/أكتوبر 2023.
وخلال الاجتماع، تم بحث " علاقات الصداقة بين البلدين" ومناقشة عدد من القضايا الإقليمية والدولية. كما تناول الجانبان مجموعة من المواضيع ذات الاهتمام المشترك، وفقاً لما أوردته وكالة الأنباء السعودية " واس" .
إلى ذلك، قال الدبلوماسي الإسرائيلي السابق ميخائيل هراري إن " الربيع العربي أحدث تغييرات دراماتيكية في المنطقة، آثارها واضحة حتى اليوم، وأبرزها ما يتعلق بالفراغ الذي نشأ عقب ضعف اللاعبين العرب التقليديين، ودخول " السعودية" والإمارات إليه، وذلك مع الاندماج مع السياسة الطموحة لولي العهد السعودي" .
وأضاف هراري في مقال نشرته صحيفة " معاريف " أن هذا الاندماج وأحد تعابيره يتعلق بـ" التسكع" الذي جرى مع " إسرائيل" حول احتمالية التطبيع، موضحا أنه " بالطبع كجزء من اتفاق استراتيجي مع الولايات المتحدة هذه الإمكانية لم تشطب عن الطاولة، على الأقل ليس تماما وحتى في أثناء الحرب في غزة" .
وأكد أن " التطورات في الأسابيع الأخيرة، مع التشديد على تصفية نصر الله ومعظم قيادة حزب الله، مثلما أيضا في المواجهات المباشرة غير المسبوقة، بين إسرائيل وايران، خلقت شروطا جديدة من ناحية السعوديين" .
وزعم أنه في الأيام الأخيرة برز نشاط دبلوماسي " مكثف في بيروت تقوده الولايات المتحدة وفرنسا وبدعم حماسي من السعودية، والهدف هو استغلال ضعف حق الفيتو من جانب حزب الله لأجل الدفع قدما بانتخاب رئيس ما سيشق الطريق إلى إقامة حكومة، وربما إعادة الثقة بالتدريج بمؤسسات الدولة" .
وأضاف زاعما " حيال إسرائيل، أطلق السعوديون إيضاحا لا لبس فيه بالنسبة للشرط المسبق والضروري لإقامة علاقات معها، فقد أوضح وزير الخارجية السعودي أن السعودية ستعمل بلا كلل على إقامة دولة فلسطينية عاصمتها شرق القدس، ولن تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل دون تحقيق هذا الشرط" .
وأضاف أن " خطوة مشوقة بقدر لا يقل تلوح في مجال الطاقة، فقد ذكر تقرير في " فايننشال تايمز" أن السعودية تتوسط لزيادة إنتاج النفط بمليون برميل آخر في اليوم، وهي خطوة ستستكمل في كانون الثاني 2025.
وبيّن هراري أنه " هكذا تغير الرياض بشكل كاسح سياستها التي تطلعت للإبقاء على سعر برميل النفط في محيط مئة دولار، وواضح من تلقاء ذاته أن هذا سيدخل مالا أقل في صندوق الدولة، لكن السعوديين يمكنهم أن يسمحوا لأنفسهم بهذا، سواء في ضوء وسائل مالية من مصادر أخرى، أو -كما أسلفنا- ربما كجزء من تغيير اتجاه استراتيجي" .
وأشار إلى أنه " فضلا عن ذلك، فإن خطوة من هذا القبيل ستمس بشكل جوهري بدول أخرى مصدرة للنفط مثل إيران وروسيا، والتي لا يمكنها أن تسمح لنفسها بانخفاض سعر النفط، ويدور الحديث عن إشارة واضحة لا مثيل لها نحو واشنطن" .
وختم بالقول " كل ما ورد يشير إلى الإمكانيات الجديدة التي نشأت في الرؤية السعودية لتحقيق عدة تغييرات كفيلة بأن تؤثر بشكل دراماتيكي على المنطقة، وينبغي الافتراض أنهم في الرياض راضون عن الضربات التي تلقتها إيران وحلفاؤها في الأسابيع الأخيرة وإن كانوا علنا لا يعبرون عن ذلك ويدعون إلى وقف النار" .
ارسال التعليق