محاولات فاشلة لتبرأة المذهب الرسمي من جريمة الرياض
استنفر فقهاء ودعاة سعوديون لفك الارتباط بين مرجعهم الفقهي الأبرز ابن تيمية الحنبلي، والجريمة التي هزت البلاد فجر الجمعة الماضية، باغتيال توأمين داعشيين _-حسب الداخلية-والدتهما الطاعنة في السن، ومحاولتهما قتل والدهما وأخيهما الأصغر.
وقبل أن تسفر التحقيقات الأمنية بالكشف –الذي يلفه التشكيك بسبب سرعته-عن خلفية التوأمين الداعشية، تناول ناشطون من تيارات مختلفة قصاصات، لشيخ الإسلام ابن تيمية أجاز فيها أن يقتل الابن والده الكافر، ما فهم منه البعض أن توأمي داعش، استندا إلى أقوال في التراث، أقربها ابن تيمية. لكن الفقهاء السعوديين الذين يعتبرون ابن تيمية عمدة اختياراتهم الفقهية والعقائدية، حاولوا بصور شعبوية مختلفة نفي التهمة عنه، حتى بدا اتهامه بإباحة فعل مثل «غدر التوأمين»، أشد من الفعلة نفسها. وفي تفاعل نادر اضطر وزير الشؤون الإسلامية صالح آل الشيخ الى التعليق، على هذه الجزئية بأن قول شيخ الإسلام ، «وإذا كان مشركاً جاز للولد قتله، وفي كراهته نزاع بين العلماء»، يقصد به إذا تواجها في «الحرب»، هذا في فئة المؤمنين والوالد في فئة الكافرين، في هذه الحال فقط». وزاد آل الشيخ «أما القتل عنوة وغيلة وفي المدن فلا يقول به أحد من العلماء لا ابن تيمية ولا غيره، وهو حرام بالإجماع وهو منطوق الآية: (وَإِن جَاهَدَاكَ عَلَىٰ أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا* وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا* وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ). مؤكداً أن «من نسب إلى العالم الجليل شيخ الإسلام ابن تيمية غير هذا فقد افترى على هذا الإمام». بينما بدل الشهير عائض القرني جهده باسلوب المتهرب ورمي الجريمة على الاخر لنفي التهمة عن ابن تيمية، عبر شجب «أعداء الأمة، داعش الخوارج، والمجوس الصفويين، أجدادهم قتلوا عمر وعثمان وعلياً والحسين رضي الله عنهم، ولعن قاتليهم»،من دون ان يوضح الربط بين اثنين ينتميان الى المذهب الرسمي السعودي ودرساه اكثر من اثنا عشر سنة بالمدارس وعاشاه عشرات السنوات بالمساجد وبين الصفويين الذي انتهوا قبل مئات السنين ونافح الداعية السعودي أيضاً بدر العامر عن ابن تيمية، واعتبر نسب الجريمة النكراء إلى أقواله الفقهية، غلطاً بحثياً، وخللاً في الفهم، وأسس وسماً، بعنوان «براءة ابن تيمية»، حاول فيه جمع أقوال الفقيه الحنبلي.
لكن التيار الآخر الذي عرف محلياً بالليبرالي، انتقد كُتابه التراث التيمي، وأكدوا أن مراجعته ضرورة، في إشارة إلى وجاهة الربط، بحسب زعمهم. وقال الكاتب السعودي محمد المحمود عبر حسابه في «تويتر»: «لماذا نعجب من (دواعش) يقتلون والدتهم، وفي تراثنا البعيد والقريب جواز قتل الوالد المشرك، بل وقتل الأطفال (..) وفي سياق التراث العقائدي التقليدي مفهوم جداً أن نجد هكذا فعل لأن قتل الوالدين عندهم أرقى درجات صدق «الولاء والبراء».
كما كان موقف الاسلاميين غير الوهابيين متقارب مع موقف التيار الليرالي حيث اعتبروا ان ما قام به التوأمان يرجع الى التربية الدينية التي يخضع لها المواطنون منذ نعومة اظفارهم في المراحل الدراسية المختلفة كما في ما يسمى بالمخيمات الدعوية ووسائل الاعلام التي تبث الكراهية ليل نهار والتي حسب قول بعضهم لم تنتج لنا سوى صنفين احدهما من يمارس الكراهية علنا ويذبح ببسم الله ويفجر في الابرياء مستندا الى ما حصل عليه من فتاوى اثناء تعلمه والقسم الاخر اناس رفضو الدين والتدين ولجأوا الى الالحاد والخروج من الدين
اما بعض المؤيدين لحزب الله اللبناني فقد وجدوا فرصة للنيل من المذهب الوهابي وعلق احدهم في فيسبوك قائلا :لماذا لا نجدا احد من حزب الله يقدم على قتل امه او اخته او ابيه او خاله او صديقه كما يفعل الداعشيون السعوديون ؟؟.
ارسال التعليق