السديريون وانقلاب بلون العنف والتطرف
جمال حسن
خابت ظنون وآمال دعاة التغيير والاصلاح في المملكة بعد سيطرة الجناح السديري المعروف بتطرفه وجهله على السلطة بعد وفاة عبد الله وإشهاره سيف الانتقام من السلف وأبنائه ومن كان يدور في رحاه فاقتلعوهم منذ اللحظة الاولى لاعلان الوفاة، فيما الأمور تشير الى زيادة وتيرة إتجاه البلاد نحو التطرف والعنف والقبلية والتحجر والجاهلية ما يدفع بالكثير لابداء قلقهم الشديد عما سيجري داخلياً وخارجياً . ويشدد المراقبون الواقفون على طبيعة أسرة آل سعود أن الأمور ستزداد تدهوراً داخلياً وخارجياً وستشتد القبضة الحديدية ضد أبناء الشعب وسيزداد الفقر والبطالة وإلغاء الآخر وستشهد المملكة عهداً جديداً من السرقات والتلاعب ببيت المال لحساب السديريين الذين سبق ان ابعدوا في خضم الصراع على السلطة وهم اليوم أكثر من غيرهم متعطشين للعودة للمشهد العام من اجل المال والثروة والنهب والبطش بمقدرات الشعب الذي ما زال صابرا، وسط ايعاز من البيت الأبيض لكل وسائل الاعلام الأمريكية بعدم التطرق بعد اليوم بخصوص حقوق الانسان في السعودية وهو ما تعهد به وسيط الانقلاب داخل أسرة بن سعود الموفد الامريكي الخاص ″ماكين″ خلال زيارته الاخيرة للمملكة ولقاءاته المكثفة مع متعب وسلمان . ورئس جهاز الاستخبارات خالد بن بندر سلمان الملك الجديد ليس له قدرة ولا قوة وهو مصاب بمرض الزهايمر ومقرن ضعيف باعتباره ابن جارية يمنية وغير مؤهل هو ونسله من وجهة نظر الأمراء خاصة السديرين لأن يصبح يوما ما ملكا بعد أن كان عبد الله قد عولّ عليه لتولي أبنائه السلطة وذلك بتعيينه ولياً لولي العهد وهو منصب مبتدع وغير مألوف في بلاد الحجاز ، فانقلب السحر على الساحر واستخدم الجناح الرافض والمعادي لمتعب في الأسرة الحاكمة السلاح ذاته لابعاده عن السلطة وعن أي مركز سيادي وحساس وربما عن السلطة وضواحيها كلها وسط دعم كبير من المتطرفين في المؤسسة الدينية لآل الشيخ الذين هم أيضاً استشاطوا غضباً وغيضاً على التغييرات التي أوجدها عبد الله وقلص مساحة نفوذهم وتدخلهم في الأمور السياسية للمملكة . وما أن اعلن عن نبأ وفاة عبد الله وأعتلى سلمان سدة خلافة آل سعود وقبل أن يعي الشعب ما حل بالبلاد فاذا بالملك الجديد يعلن سلسلة قرارات إقصائية بالغة الأهمية والخطورة كانت جاهزة ومعد لها سلفاً لتطلق الرصاصة الأولى على أعداء السديريين والمسمار الأخير في نعش مثلث ″متعب واخوانه - بندر - التويجري″ كما سماه البعض، تمهيداً لمرحلة قادمة ربما ستكون بقرار يعزل فيه مقرن من ولاية العهد ليحل محله محمد بن نايف وهو المراد المدعو من قبل اللوبي اليهودي الامريكي وهو ما ظهر للعلن خلال زيارتي بن نايف لواشنطن في غضون شهر ولقائه قيادة التيار المذكور في الكونغرس الامريكي . أصدر ″سلمان″ الذي يعاني من الشيخوخة والخرف ومرض باركنسون الرعاش والزهايمر - حسب تقارير طبية أجنبية، وقبل إعلان نبأ وفاة سلفه ″عبد الله″ رسمياً عدة أوامر ملكية حسم عبرها الكثير من مناصب السلطة والخلافة بعده، التي وصفها المراقبون بأنها ″انقلاب على سياسة سلفه″؛ كان أبرزها تعيين ″محمد بن نايف″ وليا لولي العهد، والإبقاء على ″مقرن″ وليا للعهد حيث يواجه معضلة عدم توافق الأسرة الحاكمة حوله، وتعيين نجله ″محمد بن سلمان″ وزيرا للدفاع ورئيسا للديوان الملكي، بعد عزله ″خالد التويجري″ رجل عبد الله القوي، فيما أبقى ″متعب″ في منصبه وزيراً للحرس الوطني ربما لأيام قليلة حتى تستقر الأمور ويمهد لاقتلاعه جذرياً باعتباره العدو اللدود للسديرين ويعتبر الرقيب الخطر لتولي الرجل الأمني القوي والقريب من واشنطن ″محمد بن نايف″ الخلافة بعد ″سلمان″.. ما يشير الى أن بلاد الحرمين الشريفين تتجه نحو سيناريو ″تصارع الأمراء على السلطة والثروة″ بالعلن بعد أن كان من وراء الستار في عهد ″عبد الله″، في ظل ظروف بالغة الحساسية حيث تحيط بالمملكة المخاطر من الجهات كلها، وأهمها خطر الارهاب الذي غذته وربته وأوجدته ماكنة البترودولار السعودي وفتاواها المزورة والمزيفة ليفتك بالأمة ومقدساتها ومقدراتها . ففي هذا الاطار نسبت صحيفة ″واشنطن بوست″ في تقرير لها بعنوان: ″وفاة العاهل السعودي الملك عبد الله تفتح الباب لعملية الخلافة المعقدة ″ نقلاً عن مسؤول رفيع المستوى في الادارة الامريكية، بقوله إنه: ″بالنسبة لمسؤولي واشنطن، فإن الجيل المقبل من القادة السعوديين يُرمز إليه بالأمير محمد بن نايف ولي ولي العهد وهو الرجل الذي يتسم بالمهارة والحداثة، لكن التناقض في السعودية هو أن المملكة اعتمدت في شرعيتها على اتفاق مع الزعماء الدينيين المسلمين المتطرفين والمتشددين، واليوم تواجه هي خطر الارهاب والتطرف المرتبط بتنظيم الدولة الإسلامية، فربما يميل القادة السعوديون لتكرر الأسلوب القمعي والحكم من خلال القوة القمعية في الداخل بذريعة محاربة الارهاب كما حدث من قبل بقيادة محمد بن نايف ايضاً عندما كبح جماح المعارضة السنية في الوسط السعودي تحت يافطة محاربة القاعدة..″ . ويرى البعض الآخر أن الوضع مظلم وتسيطر عليه المخاوف وذاهب نحو سوء الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والسياسية داخلياً وخارجياً حيث أن ″الملك الجديد″ لا سلطة له وأن من يحكم المملكة العربية السعودية الآن ليس الملك سلمان فهو ″لا أمر لمن لا يطاع″ لوضعه الصحي الصعب ولا ولي عهده ″مقرن″ الشخص الضعيف والغير مرغوب فيه عائلياً، بل إنما تدار السلطة عبر محمد بن نايف ومحمد بن سلمان المتهوران والمتطرفان ولهما علاقات وثيقة مع المؤسسة الدينية المتشددة والمتحجرة عقلياً ما يزيد من القلق الدولي والأقليمي وانهما يحملان عداءاً دفيناً تجاه دول مجلس التعاون ما سيعرض أمن واستقرار هذه الدول لمخاطر عودة التطرف الى أوساطها من جديد خاصة الكويت والامارات - حسب تقرير أمني غربي . المملكة وأهلها شهدوا وبكل هدوء - حتى هذه اللحظة - انقلاباً مدمراً بلون العنف والتطرف والعودة نحو القبلية والجاهلية في ظل ظروف عصيبة تجتاح المنطقة والعالم وارتفاع الدعوات للاصلاح والتغيير الضروريان في بلاد الحجاز، وهو ما اكدته صحيفة ″هافينغتون بوست″ الامريكية في مقال بقلم الكاتب البريطاني الشهير″ديفيد هيرست″ تحدث فيه عن وقوع انقلاب داخل القصر الملكي السعودي قائلا: ″أن کل ما حدث فی المملکة خلال الساعات الأخيرة في حياة الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز کان انقلاباً بمعنى الکلمة دون أن یسمى انقلابا علنیا حیث أطیح بفکرة دخول الأمیر متعب نجل الملك السابق عبد الله إلى سلم الخلافة، وجیء بدلا منه بالأمیر محمد بن نایف کنائب لولی ولی العهد وذلک باتفاق مع السديريين، وأضافت أن السديريين الأغنیاء والأقویاء سیاسیا والذین أضعفوا من قبل الملک الراحل عبد الله عادوا من جدید وأحدثوا انقلابا داخل القصر″.واشار الكاتب ايضاً أنه ″هناك تخوف في الغرب من عودة العنف والقمع والتطرف الى الداخل السعودي وهو ما سيعرقل انتقال السلطة الى جيل كان يعول عليه سيره نحو نوعاً من الانفتاح في حرية الرأي والمشاركة الشعبية طبقاً للمواصفات الغربية...″ .
ارسال التعليق