دول مصر ودول الخليج تتبنى نهجًا منفتحاً في تعاملها مع إسرائيل
نقطة تحول جديدة في الشرق الأوسط، حيث أن بعض الدول مثل السعودية والإمارات ومصر تتبنى نهجًا أكثر انفتاحاً في تعاملها مع إسرائيل، إذ يبدو أن هذه الدول تتجنب إدانة إسرائيل بشكل مباشر أو قوي.
وبدلاً من ذلك، تعطي الأولوية للتهديدات الأوسع التي تؤثر على استقرار المنطقة، مما يعكس تحولاً تدريجيًا وغير معلن في سياسات القوى الإقليمية تجاه تل أبيب، وتحديداً فيما يخص مواجهتها لإيران.
وجاء في بيان الإمارات إدانة “للاستهداف العسكري” دون توجيه اللوم المباشر لإسرائيل، ودعت إلى “أقصى درجات ضبط النفس“، مبرزة بذلك سياسة الإمارات التي توازن بين دبلوماسية الحذر والتعاون.
في حين أن الإمارات تشدد على ضرورة الالتزام بالقانون الدولي، يتضح أن هذا البيان يلمح إلى استعدادها للتعاون مع إسرائيل في قضايا اقتصادية وأمنية، وهو توجه ظهر منذ توقيع “اتفاقيات إبراهيم” التي عززت روابطها مع تل أبيب.
وهذه الاستراتيجية تهدف إلى إرساء الاستقرار الإقليمي عبر تعزيز الروابط مع إسرائيل، حيث ترى الإمارات في هذا التحالف فرصة لتعزيز موازين القوى في مواجهة التهديدات التي يشكلها النفوذ الإيراني.
واعتمدت السعودية أيضًا نهجًا متحفظًا في بيانها، إذ وصفت الهجوم بأنه “انتهاك للسيادة”، مؤكدة على “أمن واستقرار شعوب المنطقة”، دون إدانة واضحة لإسرائيل.
هذا التحفظ السعودي يعدّ تحولاً عن سياساتها السابقة، حيث كانت ردودها أكثر حدة تجاه أفعال إسرائيل.
التغير في لهجة المملكة يشير إلى إدراكها لأهمية التعاون غير المباشر مع إسرائيل لتعزيز أمنها الإقليمي، خاصة في ظل التهديدات المتزايدة من إيران.
مصر بدورها اتبعت نهجًا متوازنًا، محذرةً من “مواجهة خطيرة تهدد الأمن الإقليمي والدولي”، وبدلاً من التركيز على أفعال إسرائيل، سلطت مصر الضوء على أهمية استقرار المنطقة ككل.
ويعكس هذا الموقف دور مصر كوسيط إقليمي يسعى إلى احتواء أي تصعيد قد يؤثر على حدودها وأمنها الداخلي.
هذه المقاربة تشير إلى رغبة القاهرة في التعاون مع كافة الأطراف، بما في ذلك إسرائيل، للحفاظ على استقرارها.
وتشير ردود الفعل الحذرة من هذه الدول إلى أكثر من مجرد تغيير في اللهجة؛ فهي تعكس إعادة توجيه استراتيجية تتجاوز القضية الفلسطينية، حيث تركز على تقليص النفوذ الإيراني وتعزيز الاستقرار الأمني والاقتصادي في المنطقة.
التحالف الضمني وغير المعلن مع إسرائيل يمثل تحولاً غير مسبوق في سياسات الدول العربية الرئيسية تجاه تل أبيب، إذ بدأت هذه الدول تتبنى نهجًا مرنًا قد يسمح بتعاون غير معلن لمواجهة طموحات إيران الإقليمية.
ويعتبر هذا النهج “الإدانة المدعومة” أو الحيادية المدروسة، حيث لم تعد دول مثل السعودية والإمارات ومصر تدين إسرائيل صراحةً كما كانت تفعل سابقًا، مما يشير إلى تقارب ضمني يسمح بالتعاون لمواجهة التحديات المشتركة.
هذا التحول يعكس تغيرًا عميقًا في ديناميكيات المنطقة، حيث تتزايد القناعة بأن استقرار الشرق الأوسط يتطلب تعاونًا إقليميًا يشمل إسرائيل، لتحقيق مصالح مشتركة تتجاوز الخلافات السابقة.
بينما تظل هذه الدول داعمة للقضية الفلسطينية بشكل رسمي، يتضح أن أولوياتها الأمنية تتمثل الآن في احتواء التهديد الإيراني المتزايد.
من وجهة نظر مؤيدي هذا التحول، فإن الدول العربية الكبرى قد ترى في إسرائيل شريكًا استراتيجيًا محتملاً لا خصمًا فقط، وذلك لضمان أمن المنطقة.
التغيرات في المواقف تجاه إسرائيل تعكس وعيًا متزايدًا بأن التعاون مع إسرائيل، رغم الخلافات، قد يمثل ضرورة استراتيجية للحفاظ على استقرار المنطقة في ظل التهديدات المتصاعدة.
ارسال التعليق