لماذا أضحى الصهاينة أكثر وقاحة مما كانوا عليه في الماضي
مع اقتراب موعد يوم القدس العالمي، يكاد لايمضي يوم دون اشتباكات، قتل وجرح وضرب واعتداء على الفلسطينيين من قبل قوات الاحتلال ، لا سيما في القدس الشريفة.
بينما قامت كل من الإمارات والبحرين والسودان والمغرب، في عام 2020، بتطبيع علاقاتهم رسميًا مع الكيان الإسرائيلي، بدأ حكام بعض الدول الاسلامية الأخرى أيضًا النأي بأنفسهم تدريجياً عن دعم الشعب الفلسطيني، واستمرت هذه العملية حتى وصلنا الى أول يوم شهر رمضان المبارك هذا العام، حيث قامت حتى تركيا، التي تدعي أنها من حملة لواء القضية الفلسطينية، ومحمود عباس، رئيس السلطة الفلسطينية، بإدانة عملية الشهيد "رعد حازم" التي هزت تل ابيب.
نستقبل هذا العام وفي وقت يمارس فيه الكيان الإسرائيلي ضغوطًا على الفلسطينيين أكثر من أي وقت مضى. بدءا من سعي الكيان الاسرائيلي لتشريد الفلسطينيين وطردهم بالقوة من حي "الشيخ جراح" و"النقب" وصولا الى تزايد هجمات قواته الليلية على المصلين والزائرين لبيت المقدس والتي تزداد عنفا وضراوة يوما بعد يوم.
ولأجل البحث في الأسباب التي أدت الى هذه الوقاحة التاريخية من قبل الاحتلال يجب الانتباه الى عدة أحداث مهمة وقعت، خاصة خلال الأشهر الأخيرة. أولاً: مشاركة الجيش الصهيوني في الشؤون الأمنية والعسكرية للبحرين، ثانيًا: الزيارة الرسمية لرئيس الكيان الإسرائيلي الى تركيا. ثالثاً: زيادة التبادل التجاري بين الكيان والانظمة التي طبعت معه مؤخرا، حيث أشارت الاحصاءات الاخيرة الى ان التبادل التجاري معها بلغ ما يقارب 800 مليون دولار خلال الاشهر القليلة الأخيرة. رابعاً: تكثيف تلقي المساعدات الفنية والتجسسية والعسكرية والتدريبية الاسرائيلية من قبل الإمارات والسعودية في الحرب على اليمن، خامساً: إقامة المهرجانات الموسيقية الإسرائيلية في مصر مؤخرا، وما سبقها من محاولة تعميق التبادل الثقافي والسياحي بين بعض الدول العربية والكيان الإسرائيلي، خاصة من قبل الإمارات والبحرين. والأمر الأكثر إثارة هو الخبر الذي انتشر مؤخرا على وسائل الإعلام حول خطط لتخصيص حي للصهاينة في دبي. كل هذا، إلى جانب الحديث عن استثمارات اقتصادية خاصة بمصر والأردن حول قضايا مثل المياه والطاقة ومخازن الأغذية الاردنية، وما إلى ذلك. كل هذا يمكن أن يكشف عن جانب من أسباب الوقاحة الصهيونية في الهجوم على المسجد الأقصى مع اقتراب يوم القدس العالمي هذا العام.
بالإضافة إلى هذه الأسباب ، يبدو أن الكيان الصهيوني وجد في التركيز المفرط للرأي العام العالمي على قضية أوكرانيا فرصة لزيادة الاعتداءات على الفلسطينيين لايمكن تضييعها.
أخيرًا ، أدى تفعيل كافة المجاهدين الفلسطينيين نشاطهم داخل الأراضي المحتلة (اراضي 48)، القدس الشريف ، والمخيمات، والضفة الغربية، الى إثارة دهشة الكيان الصهيوني وحيرته في طريقة مواجهة أشكال جديدة من المقاومة مع العلم ان المقاومين لم يكونوا ينتمون الى مجموعات المقاومة المعهودة. وهو ما دفعه إلى نتيجة تقول بتكثيف العمليات الوقائية، وإيجاد نوع من الضمان لكبح جماح المد الجهادي الجديد للمقاومين على الساحة الفلسطينية. بالطبع يجب ان لاننسى ان الشهيد رعد حازم منفذ عملية تل ابيب البطولية كان ينتمي الى الجناح العسكري لحركة فتح.
ارسال التعليق