ابن سلمان يعدم الشيعة تمهيدا لإعدام الشخصيات السنية المشهورة
وضع مدير مركز الجزيرة العربية للإعلام محمد العمري جرائم الإعدام التي ينفذها النظام السعودي بحق معتقلي رأي من أبناء القطيف في سياق ترهيب المجتمع وإخافته ومنعه من التعبير عن غضبه جراء السياسات الاقتصادية والمعاناة الناتجة عن عدة إجراءات اقتصادية.
وفي حديث خاص مع “مرآة الجزيرة”، أعاد العمري الإعدامات إلى عدة أسباب، بينها أنه “يوجد تكدس كبير في الأشخاص المراد إعدامهم سياسيا وليس جنائيا، من أجل إخافة الشعب الغاضب من السياسات القائمة”، مشيرا إلى أن “السبب الثاني للإعدامات هو تهيئة الرأي العام لإعدام بعض الشخصيات المشهورة وخاصة من المجموعات السنية منها، كالشيخ سلمان العودة وعوض القرني، فالحكومة تبدأ على شكل دفعات صغيرة بشكل أسبوعي، وهي تعمدت البدء بالشيعة حتى تهيىء لقتل السنة المشهورين”.
كما لفت إلى أن النظام السعودي يريد أن “يُفرح أتباعه الموجودين الآن حقدا وكرها لأنهم تربوا خلال ٤٠ سنة مضت على هذا النهج الطائفي، لذلك فالدولة تتعمد أن تأتي بالشباب الصغار وتعدمهم على دفعات، حتى متى ما أصبح هناك تشبع وتبلد حسي في الرأي العام يأتون على المشهورين، ويقتلوهم، وحينها، لن ينتقدهم أو يردعهم أحد، من هنا، نرى وتيرة إعدام أسبوعية”، ويتابع أنه “قبل عامين وثلاثة، وغيرها، كان النظام يعدم دفعات، يبدو انه اتضح له أن الإعدامات بأعداد ضخمة تسبب تأليب المعارضة والمنظمات الدولية، لأجل ذلك، اتخذ أسلوب الإعدامات الفردية والمجموعات الصغيرة، ورافقوه بتصعيد بالمناسبات الاجتماعية أو المناسبات الصيفية، وفي الوقت عينه يهيئ لقتل شخصيات معروفة”.
وحول الرأي العام الخارجي، بين مدير مركز الجزيرة العربية للإعلام أن الحكومة أصبحت هذا العام، تصدر بيانات تفصيلية حول عمليات الإعدام وتكثر فيها من التهم التي يمكن أن تصدق، حيث يتم تلبيس المعتقلين اتهامات جنائية إلى جانب الاتهامات السياسية، ويتابع “في هذه الإعدامات الأخيرة، نرى أن هناك اتهامات عدة يتم تلبيسها للمعتقلين، فمن الاتهامات بالانضمام إلى خلية إرهابية”، وهدف إضافة تهم جنائية حتى يمنعوا تعاطف الناس معهم، خاصة المنظمات الخارجية، وهذه تعد سياسة جديدة.
في السياق، اعتبر العمري أن جرائم الإعدام هذه ترتبط بالرأي العام الخارجي والداخلي، حيث يسعى إلى فرض الهيبة، فالسلطة ورغم أنها ليس لها حاجة بقتلهم إلا أنها تحاول فرض الهيبة عبر عمليات الإعدام، ويشرح أن “محمد بن سلمان الذي لا يمتلك شرعية يريد أن تأتي شرعيته، من خلال عقيدة القسوة في معاقبة الناس معاقبة قوية، واعتماد سياسة قتل خمسة منهم على الأقل بشكل أسبوعي، إثنين أو ثلاثة محسوبين على الأمن السياسي وإثنين بجرائم جنائية، وهو يريد أن يشيع بشكل أسبوعي أن الدولة سيفها مسلط على الجميع، وهذه رسالة للداخل والخارج ولكن لها علاقة بالشرعية”.
وحول ارتباط جرائم الإعدام بعلاقة السلطة السعودية بإيران، رأى العمري أن “محمد بن سلمان يريد أن ينتهي من هذا الخزان، خزان الشيعة المعتقلين الموجودين في السجون السعودية، ويريد أن يبدأ بهم ويخلص عليهم، قبل أن تستوي العلاقة وتصبح أكثر عمقا”، قائلا: “إن علاقات الدول هي علاقات مصالح -في نظري- السلطة السعودية تريد قتل هؤلاء وتقديمهم على السنة تعمدا، رغم أنه يوجد كثير من السنة في السجن، ولكن هي تريد أنه عندما تنضج العلاقة مع إيران بعد نحو ٦ أشهر مثلا، يكون خزان المعتقلين الشيعة قليل، وبذلك لا تحتج إيران ولا تثير هذه الملفات”.
ارسال التعليق