الحرب الباردة في المنطقة ضمن استراتيجية بناء اليمن الجديد… والسعودية تواجه أخطر أزمتين في تاريخها
السعودية خسرت كل اوراقها العسكرية والسياسية ومنها الاستعانة بالاف المقاتلين المرتزقة من القاعدة وداعش ومن الصومال والسنغال والسودان وامريكا الجنوبية واوروبا والمنطقة العربية وافريقيا ، لم تستطع حتى الآن تحقيق منجز عسكري ميداني حقيقي يمكن توظيفه في أية مفاوضات سياسية مع الدولة اليمنية.
في حقيقة الأمر، ان كافة مشاريعها ومخططاتها تم سحقها وأن خطوة تشكيل المجلس السياسي وحكومة الانقاذ في اليمن وجهت ضربات قاصمة للسعودية وحلفائها، إذ أفقدتها اوراق كانت تراهن عليها، وهي ” الشرعية”، المتمثلة زعماً في الفار الخائن عبد ربه منصور هادي.
وبالتالي، فإن السعودية بعدوانها على اليمن هي في مأزق حقيقي لا تستطيع الخروج منه خوفاً من انهيار صورتها كدولة مهزومة، وفي الوقت نفسه لا تستطيع السير فيه الى ما لا نهاية فتريد الخروج منه ولكن عن طريق اشعال حرب أهلية داخلية تكون هي خارجها، وتتنصل منها بسهولة ولكن عجزت في اشعال حرب اهلية يمنية، لأن خروج اليمن منتصرا يعني دخول حرب باردة مع اليمن التي استعد لها اليمن بعد العدوان مباشرةً وادراك القيادة اليمنية الجديده بقيادوسماحة قائد الثوره السيد عبد الملك الحوثي حفظه الله ونصره ان النظام السعودي وسيّدته أمريكا لن يتركوا اليمن وشأنه ليقررمصيره ويبني نفسه ويتحول الى دولة حرّة و قوّية اقتصاديا وسياسيا وعسكريا وامنيا وسيرتكبون جريمة لاتغتفر بحق اليمن وشعبه وهذا ماحدث لذلك هذه الحرب الباردة بالمجمل.
والمؤكد هي ضمن استراتيجية بناء اليمن الجديد و ستكون اخطر حرب باردة بالمنطقة وستخسر السعودية هذه الحرب رغم امتلاكها للمال ولكن هذا الحرب الباردة ستحصد فوائد وطنيه عظمى وتاريخية لليمن منها نهضة الاقتصاد و الصناعة العسكرية وتحويل كافة الموارد الوطنيه الى قوة دفاعية استراتيجية من خلال تحويل الموارد البشرية اليمنية التي تفتقر اليها السعودية ودول الخليج الى موارد نهضوية الزاميه لبناء الوطن يضاف الى ذلك خلق وحدة شعبية صلبة وتطوير حالة الوعي الشعبي الى سقف تجويد لوحات الانتماء والهوية اليمنية بصور تليق بالمواطن اليمني .
على المستوى الداخلي، تواجه السعودية أخطر أزمتين في تاريخها:
الاولى، أزمة انتقال السلطة: من يحكم بعد المجرم سلمان؟ هو السؤال الكبير الذي يقدر الارهابي سلمان وحده على تقديم إجابة حاسمة عليه، وفي حال بقاء الوضع كما هو فسوف نكون أمام مشهد شديد الغموض بقدوم شخصية غير شعبية مثل المجرم محمد بن نايف رغم تلميع الاعلام له ، الممقوت من قطاع واسع من السعوديين جراء جرائمه الامنية، وسوف تكون عملية نقل السلطة الى الملك الجديد بالغة الصعوبة.
الثانية، أفول الدولة الرعية: السعودية محاطة بأزمات اقتصادية مع انهيار أسعار النفط وتآكل الرصيد النقدي، والغاء البدلات، وزيادة الرسوم، وخفض الانفاق الحكومي بصورة حادة، وتفاقم ملف الفساد (تريليون ومائة مليار ريال مجهولة المصير) ومارؤية 2030 التي اطلقها المهفوف محمد بن سلمان الا فخ صنعها خبراء اقتصاد ومتخصصين غربيين لهذا الورع الاحمق.
ضبط الايقاع على وقع عالم متحوّل بوتيرة سريعة قد يكون أصعب من الاحتفاظ بمكتسبات باتت عرضة للزوال، فهل ينجح الارهابي سلمان في إتقان السباحة مع التيار القادم أو الاصطدام به أو التكيّف معه دون خسارة العرش؟ إن الحزم الذي يتغنى به المطبّلون لسياسة سلمان، اوهام واحلام و لا مكان له في العلاقة مع الأقوياء، وعليه أن يبحث مبكراً عن خيارات لاسترضاء الكلاب المسعورة “المرتزقة والارهابيين وخدام الديوان الملكي” قبل أن تبدأ نهش الأجساد.
في الميدان الاعلامي..
تطلق قنوات الاعلام الخليجي الداعشي على انصار الله وحلفائهم -الذين يمثلون تطلعات وطموحات غالبية ابناء الشعب اليمني- مصطلح “المتمردين او الانقلابيين” وهذه التسميات والمصطلحات تعد مخاطر استراتيجية على المدى القريب والبعيد على السعودية ودول الخليج، لانها ترسخ مفاهيم ومعتقدات جديدة في عقول ابناء الشعب اليمني الذي يعرف تمام المعرفة من هم انصار الله ومن هم حلفائهم “المؤتمر وغيرهم”؟، فالقناعات التي تترسخ في عقول ابناء الشعب اليمني تعد قوة تغيير ووعي مضادة لمنهجيات النظام السعودي وحلفائه من المشيخات وغيرها وذات طابع شعبي عدائي لايمكن محوه باي شكل فكل بيت يمني اخذ حصته اما بشهيد او شهداء او جريح او جرحى او تدمير منزل او والخ ….
بقلم : أ.احمد عايض احمد
ارسال التعليق